استشهاده 17 برمهات
كان هذا القديس موظفا كاتبا بالديوان بثغر دمياط
فى أيام محمد على باشا والى مصر وقامت ثورة من الرعاع بالثغر، وقبضوا
على الكاتب سيدهم بشاى واتهموه زورا أنه سب الدين الإسلامى
وشهد عليه أمام القاضى الشرعى بربرى وحمار.
فحكم عليه بترك دينه أو القتل.
ثم جلده وأرسله إلى محافظ الثغر.
وبعد أن فحص قضيته حكم عليه بمثل ما حكم به القاضى. فتمسك سيدهم
بدينه المسيحى، واستهان بالقتل، فجلدوه وجروه على وجهه
من فوق سلم قصر المحافظ إلى أسفله، ثم طاف به العسكر بعد
أن أركبوه جاموسة بالمقلوب فى شوارع المدينة.
فشرعوا يهزأون به ويعذبونه بالات مختلفة الى أن كاد يسلم الروح.
فأتوا به إلى منزله وتركوه على بابه ومضوا فخرج أهله وأخذوه. وبعد خمسة أيام انتقل إلى السماء
. وكان موته استشهادا عظيما وصار النصارى يعتبرونه من الشهداء القديسين
واجتمعوا على اختلاف مذاهبهم واحتفلوا بجنازته احتفالا لم يسبق له مثيل، حيث
احتفل بتشييع جثمانه جهرا. فتقلد النصارى الأسلحة ولبس الكهنة ملابسهم
واشترك معهم كهنة الطوائف الأخرى. وساروا به فى شوارع المدينة وأمامه
الشمامسة يحملون أعلام الصليب ثم أتوا به إلى الكنيسة وأتموا فروض الجنازة.
ثم تداول كبار الشعب المسيحى ليوسطوا قناصل الدول فى ذلك لعرض الأمر على والى البلاد.
فأعادوا التحقيق واتضح إدانة القاضى والمحافظ. فنزعوا عنهما علامات الشرف
ونفوهما بعد التجريد وطلبوا للترضية وتهدئة الخواطر السماح برفع الصليب
جهارا أمام جنازات المسيحيين فأذن لهم بذلك وأن تعمم فى سائر مدن القطر.
صلـــــو مـــــن أجـــل ضعفــى