(مياة كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة ..و السيول لا تغمرها ) ( نش 8 : 7 ) ينطبق هذا الكلام علي المحبة بين الله و الإنسان و كذلك عن المحبة التي بين إنسان و أخيه الإنسان * فان كانت المحبة قوية و ثابتة لا يمكن أن تزعزعها الأسباب الخارجية أيا كانت كالبيت المبني علي الصخر انظروا محبة المسيح للتلاميذ لم تضعف أو تفتر فبطرس أنكره 3 مرات ..و مع ذلك قال له الرب ( ارع غنمي ..ارع خرافي ) و توما شك فيه ..فلم يغضب منه , بل ظهر له و قوي و كذلك المجدلية و التلاميذ تفرقوا عند القبض عليه ..فبقيت محبته لهم كما هي * كذلك محبة الله التي أظهرها نحو العالم الذي أخطأ ...نحو الذين رفضوه , فظل يمد يده إليهم ..و يقرع علي أبوابهم ,,و يرسل لهم الأنبياء و أخيرا بين محبته لنا ..إذ و نحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا و أنت هل محبتك لله ثابتة ؟؟؟ أم محبتك له تهتز أمام المياة الكثيرة أمام تجربة ..أمام ضيقة ...أمام مرض ...أو وفاة ...أو أمام بعض الأفكار و الشكوك و بعض الخطايا و العثرات و الرغبات ؟ انظر إلي بولس الرسول كيف يقول ( لا شئ يفصلنا عن محبة المسيح ..لا موت و لا حياة و لا أمور حاضرة و لا مستقبلية و لا شدة و لا ضيق و لا اضطهاد ) ( رو 8 : 35 – 39 ) و محبتك لأصدقائك و أحبائك ...هل هي ثابتة أيضا ؟؟ أم أن حادثا معينا , قد يغير قلبك من جهة محبة عاشت معك سنوات طويلة كما يحدث في أسرة تنهار و تتفكك بعد عشر سنوات ..و لا تصمد أمام المياة الكثيرة ™ هل تتغير محبتك من أجل كلمة لم تسترح لها أذنك ؟؟؟..أو تصرف ضايقك ؟؟ أو تأثير الآخرين عليك ؟؟؟ أو لظروف خارجية ؟؟..أو لسوء فهم ....؟؟؟؟ و حينئذ يرن في أذنيك قول الكتاب ( عندي عليك انك تركت محبتك الأولي ) ( رؤ 3 : 4 ) فــكل إنسان يمكن أن يتجاوب مع المحبة التي تعطي و تبذل و التي تريح و تفرح كل من يقابلها و لـكـــن هل كل إنسان يستطيع أن يحتمـــل غيره إذا أخطأ إليـه ؟؟ و لا يفقد محبته أمام الإســـاءة , أو أمـام ما يظنه أنه إســــاءة ؟؟ إن الرسول بولس يقول ( المحبة تحتمل كل شئ ...المحبة لا تسقط أبداا مياة كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة ) ( 1 كو 13 ) +أن كل أخطاء الناس لم تستطع أن تغير محبة الله +كل أخطاء أبشالوم و حربه و خيانته لأبيه لم تستطع أن تغير محبة داود أبيه الذي ليس فقط احتمله إنما قال ( رفقا بالفتي أبشالوم ) بل بكي عليه بطريقة مؤثرة للغاية و محبة داود التي احتملت أبشالوم ...,احتملت أيضا الملك شاول و كل متاعبه ,, و كم كان مؤثرا رثاء داود لشاول رغم أن شاول حاول قتله مرارا انظروا إلي محبة الأم لابنها: إنها لا يمكن أن تتغير أو تسقط مهما اخطأ الابن .بل تحتمل كل شئ يصدر منه و تبقي المحبة كما هي † أما الذي يتمركز حول ذاته فهو لا يعرف أن يحب كما ينبغي و إن أحـــب لا تستطيــع محبتــه أن تحتـمــل كمــا ينـبغــــي *احـــتملـوا إذن أخطــاء غيركـــم , كمــا يــحتمــل الـلــه أخطاءكـــــــم احتملوا لا في ضيق و لا في مرارة قلب إنما في حــب شاعــرين أن كـــل إنسـان له ضعفــاتــه و ربمـــا أعــذاره أيضــا التي لا تعرفـونهــا اختبروا محبتكم بهذا الاحتمال , لتعرفوا مدي سلامتها قداسة البابا شنوده الثالث |