بصمات ابني

امسك الطفل الصغير - البالغ من العمر خمس سنوات – بقلم و حركه يمينا و يسارا ، طولا وعرضا على كتاب الصلوات الخاص بأبيه الكاهن . نظره اخاه الاكبر و ارتعب ......... فالكتاب غالى الثمن و القيمه مثل كل الكتب التى يقتنيها ابيه الكاهن و يحفظها بعنايه شديده لأنها تحمل اليه المعرفه و تساءل ( ترى كيف سيعاقب والده اخاه ؟!...........ربما حرمه من لعبه او من الحلوى التى كان يقدمها من آن لأخر .. ربما صرخ فى وجهه متوعدا لكنه من المؤكد انه سيضربه ). أمسك الاب الكاهن بالكتاب يتامله ان اهذا الكتاب قصه فهو جائزه قيمه اهداها له البابا .. اخذ الكاهن يقلب الصفحات التى تحمل اثار قلم ابنه .. ثم جلس دون ان يتفوه بكلمه واحده . انه يحب كتابه و لكنه يحب ابنه ايضا ... لذا فلن يعاقبه و لن يؤنبه . ثم امسك الكاهن بقلمه و سطر هذه الكلمات على الكتاب الذى لم يعد صالحا للقراءه :
( هذه بصمات ابنى البالغ من العمر خمس سنوات ذو الوجه الملائكى و العينين البريئتين و القلب المحب ... اشكر الهى اذ اعطاه القدره ان يمسك القلم ليعبر لى عن نفسه بهذه السطور العفويه التى باركت لى هذا الكتاب مثلما صار اولادى كلهم سبب بركه فى حياتى . ) !!!
قرأ الابن الاكبر هذه الكلمات مندهشا انه لم ير ابدا مثل هذا العقاب الفريد . صار هذا الكتاب مرجعا خاصا فى حياته يرجع اليه من آن لآخر ليستقى منه معنى الحب و التسامح . لقد علمه والده ان القيمه الحقيقيه للانسان لا للجماد ... كما انه جعل من الحب قلب العائله النابض ... لأجل ذلك لم يجد اثمن من هذا الكتاب ......... لأجل ذلك لم يجد أثمن من هذا الكتاب ليقدمه هديه لابنه المتفوق تذكر الابن الاكبر هذه الامور و ابتسم و هو يتمتم بهذه الكلمات : شكرا لك يا أبى .

» بصمات تبكيني دما لا دموعا
» قتلت ابني
» قتلت ابني