captin Mena John خادم ربنا
عدد الرسائل : 350 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 03/09/2007
| موضوع: انه ابي الإثنين 29 ديسمبر - 19:33 | |
|
منذ عدة سنوات هبت عاصفة ثلجية عنيفة على الساحل الشرقى للولايات المتحدة الامريكية وتجمدت مياه الانهار واعلنت حالة الطوارئ فى جميع المطارات .. وفى هذه الحالة كانت إحدى الطائرات تقلع من المطار الدولى بمدينة واشنطن ومع أنه تم رش أجنحتها بمادة خاصة إذابة الثلوج التى تراكمت عليها إلا انه بمجرد إقلاعها لم تستطع الصعود .. وسقطت فى النهر المتجمد الملاصق للمطار .. وانشطرت الى نصفين وغاصت فى الأعماق بكل ركابها ما عدا خمسة أشخاص وجدوا أنفسهم وسط الماء المتجمد فأمسكوا ببعض الحطام المتبقى من الطائرة وهم فى حالة رعب وخوف ليس من هول الصدمة فقط بل ايضا لانهم عرفوا ان اجسادهم ستتجمد خلال دقائق .. تعالوا نعرف بقية القصة من أحد الناجين الذين تم انتشالهم فى اللحظات الاخيرة ... كان يتكلم امام عدسات التليفزيون وهو مذهول .. يبكى .. لقد أحسست انها النهاية !! .. لم يكن هناك أمل .. كانت أطرافى تتجمد بسرعة .. تملكنى يأس شديد .. وفجأة سمعت صوتاً هادئاً خلفى .. فنظرت إليه ووجدته أحد الناجين معنا .. قال لنا بهدوء .. قد تتجمد الان قبل ان تأتى النجدة فهل تعرفون الى أين ستذهبون ؟ .. فوجئنا بهذا السؤال الذى لم يكن أحد منا يفكر فيه .. ولكن عندما نظرنا الى حالتنا وواجهنا حقيقة موقفنا .. استسلمنا ! ولم نستطع الرب عليه .. لاننا لم نملك إجابة واضحة .. إجابة حاسمة .. وحاول الرجل ان يتكلم معنا ولكننا لم نتجاوب معه .. ابتدأنا نفقد الوعى .. وفجأة جاءت طائرة هليكوبتر .. وانزلت حبل به طوق نجاة وفوجئت بهذا الرجل الغريب .. العجيب .. يأخذ طوق النجاة الذى سقط بجانبه ويعطيه لأحدنا وجذب مساعد الطيار الحبل بسرعة ثم قذفه مرة اخرى وتكرر نفس المشهد .. أخذ الرجل الطوق وأعطاه لآخر .. ولم يتبق أحد إلا انا وهذا الرجل .. وكانت قوانا قد خارت تماماً وبدأت أجسامنا تتجمد وجاء الطوق من فوق وابتدأ مساعد الطيار يرفعنى فنظرت الى الرجل وسألته .. لماذا ؟؟ لماذا تفعل هذا ؟؟ فأجابنى بهدوء وثقة .. لانى أعرف الى أين أذهب .. أعرف أن أحضانه فى انتظارى !!! وفى وسط إعيائى وحيرتى والطوق يرتفع بى فى الهواء صرخت وسألته .. لماذا انت متأكد وواثق هكذا ؟؟ .. فأجابنى بكلمة واحدة .. كلمة قلبت حياتى .. كلمة غيرت حالى .. كلمة زعزعت كيانى .. كلمة لم أسمعها من قبل .. لم أعرفها من قبل .. لم أحس بها من قبل .. هتف بها من أعماق قلبه قائلاً .. لانه أبى !!! .. وعندما نزل الطوق مرة اخرى .. رجع فارغاً لان الرجل لم يكن هناك .. كان جسده متجمداً هناك .. ولكن روحه لم تكن هناك .. كانت فى مكان آخر .. كانت فى حضن أباه !! وفى اليوم التالى وأثناء مراسم دفن جسده وقفنا نحن الاربعة الذين كنا معه فى الماء .. كنا مسيحيين نذهب الى كنائسنا .. نحترم فرائضنا .. نمارس طقوسنا .. نصوم أصوامنا .. كانت مسيحيتنا جزء من روتين حياتنا .. كان مسيحنا الذى نحمل اسمه يجرى طول الوقت وراءنا .. يلهث خلفنا .. يعيش على هامش حياتنا .. خارج قلوبنا !! .. ولكن مسيحه كان يعيش .. بداخله !! آه .. لم نكن مثله .. كان مختلف عنا .. كنا نعرف المسيح بالجسد أما هو فكان يعرف المسيح بالروح .. ومن خلال دموعنا طلبنا الغفران من الذى حملنا اسمه طول عمرنا نتيجة ولادتنا من عائلات مسيحية بدون ارادتنا .. وظننا اننا على هذا الاساس سندخل السماء .. بالوراثة ..!! آه .. نسينا انه مكتوب " ان ليس بأحد غيره الخلاص " ( أعمال 4: 12) آه نسينا انه ينادى علينا .. منذ ولادتنا .. راجياً هامساً .. " هأنذا واقف على الباب وأقرع ان سمع أحد صوتى وفتح الباب ادخل اليه وأتعشى معه وهو معى " ( رؤيا 3: 20) وأمام القبر سمعنا الصوت وفتحنا أبوابنا .. فتحنا قلوبنا .. وطلبنا منه أن يدخل .. طلبنا منه بكلمات بسيطة ضعيفة .. لم نكن نملك غيرها .. لم نعرف ان نقول غيرها .. ولكن عنده كانت تكفى .. وتزيد .. لانه لم يكن يريد غيرها .. فهو يريدك كما انت لانه يعرف قلبك وما فى داخلك .. وعرفنا معنى ما هو مكتوب " وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناًُ ان يصيروا أولاد الله أى المؤمنون باسمه الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله " ( يوحنا 1: 12، 13) آه .. ما أروع ان نكون أولاده ونناديه قائلين .. يا أبى .. ستعرف معنى الفرح الذى لا يستطيع أحد ان ينزعه منك .. وستختبر معنى السلام الذى لا يستطيع أحد ان يأخذه منك . وسيذهب القلق .. ولن يكون هناك مكان للخوف .. وستعرف الى أين ستذهب .. وستعرف الطريق .. لان يسوع هو الطريق والحق والحياة .. ومن آمن به ولو مات فستحيا ( يوحنا 11: 25) فتعال الان لأحضانه .. إنه فى انتظارك . ولا تؤجل .. لان طوق النجاه قد يرجع فارغاً .. فى وقت ما .. بدونك !!!
| |
|