نحن حريصون كل الحرص على تربية أبنائنا الكشافين التربية الحسنة ، لكن لا نوفق دائما في اختيار الأسلوب الأنجح ، ولذلك نقع في بعض الممارسات الخاطئة أثناء التحدث مع الكشافين يكون لها أثر سلبي عليهم .
لعل أهم تلك الممارسات الخاطئة ما يلي :
1- اللوم والتوبيخ :
اعتقادا منا أن هذا الأسلوب سيجعله يندفع لعمل ما نريد لكن في الحقيقة قسوة الكلمات غالباً ما تشل قدرته على القيام بأي عمل ومثال ذلك قولنا له .. ( أصلا أنت ما تقدر ........ أو أنت ما تفهم ) وهذه حقيقة تهدم صورته عن نفسه وتفقده الثقة بنفسه وتجعله يقول إذا كان قائدي وهو من أعز الناس إليَّ وأعرف الناس بي يقول إني عاجز فإذاً لن أستطيع فعل شيء .
2- استخدام الألفاظ الجارحة :
وهذا ما نسمعه وللأسف من بعض القادة مثل ( يا .. يا ....... الخ ) وبالتأكيد لا تحمل هذه الكلمات إلا مضمون الإهانة فلا هي نداء ولا توجيه ولا حتى مزاح وهذا ما يجعل هذه الكلمات تبقى ماثلة أمام عينه تشعره بالقهر والضيق من والديه .
3- التحذير المستمر :
من عادة الأهل أن يكونوا حريصين على أبنائهم ودائما يطلقون التحذيرات ( انتبه حتى لا تسقط .... انتبه حتى لا يصير كذا وكذا ) فيشعر الابن أن هذا العمل خطر أو أنه لا يستطيع فعله ويتولد لديه شعور التجنب والخوف من الأشياء والأدوات ويفقده روح المبادرة والاكتشاف .
4- المقارنة مع الآخرين :
وهذا نستخدمه كثيرا في اجتماعات الفرقة والأنشطة ( انظر إلى الكشاف الفلاني كيف كان يفعل .... وكيف كان يلعب ..... وكيف كان يعامل أصدقاؤه ) فيتولد لديه الشعور بالحقد على ذلك الإنسان أكثر من شعوره بالإقتداء به ، كما نولد لديه شعور بأنه أقل منه ؛ وكان الأجدى أن نقول له ( لديك القدرة لتكون أفضل في الموقف الفلاني ) . ولا بد أن نتذكر دائما أن تعزيز الايجابيات أنفع للكشافين من تضخيم السلبيات .
5 - الاستهزاء والسخرية :
خاصة في لحظات انفعال القادة ( أنت مثل ..... ) وهذا ما يثير غضب الكشاف على من استهزاء به والشعور بأنه شخص لا يستحق الاحترام .
6- المبالغة في التهديدات والوعيد :
لعل استخدام التهديد مفيد في بعض الأحيان ، فقد يكون بمثابة التحذير بشرطين :
الأول : عدم الإكثار منه .
الثاني : أن نكون على استعداد لتنفيذ بعض هذه التهديدات إذا تمادى الكشافين في تصرفاتهم ولكن التهديد المبالغ فيه وعدم التنفيذ سيدفع الكشاف لفقد ثقته بقائده وشعوره بعجزه عن تنفيذ كلامه كما أنه قد يؤدي ببعض الكشافين إلى الوصول إلى نتيجة مفادها أن العقوبات لا تتحقق في الدنيا ولا في الآخرة ولهذا أثره في مزيد من العصيان والتمرد على القادة وعلى قيم المجتمع وأخلاقه .
7- الفلسفة والتحليل :
وهذه مشكلة المثقف الذي إذا طلب من الكشاف الالتزام بأمر راح يحلله ويضع له النظريات في حين أن الكشافين في هذا العصر وفي هذا السن يريدون كلاما محددا مختصرا يعرفون منه أن ما يطلب منهم هو ( 1 + 1 = 2 ) وينتهي الأمر ولذلك فحين نعمد إلى التنظير عليهم نجدهم يتأففون ويعلقون تعليقاتهم المعروفة على هذا الكلام مثل ( بدأ الشريط ..... ) ولذا فمن حسن التوجيه أن نحسن اختيار الأسلوب المناسب ، فحين يحتاج الأمر إلى الأسلوب المباشر يجب أن تكون كلماتنا واضحة ومحددة .