مذبحة أخميم
يا أقباط مصر .. يا ابناء الشهداء ..
هؤلاء هم آباؤكم وأخوتكم وأجدادكم .. بشروا بالمسيح الذى أحبكم كما بشر أجدادكم ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد لأن أجدادكم لم يخافوا
إن ما تراه أمامك أيها القبطى هم تسعة أفراد من شعب المسيحيين الذى كانت كنيسة سوتير (المُخَلِّص) الواسِعة تزدحم بهم في فجر يوم التاسع والعشرين من شهر كيهك سنة 303، وكانت جماهير ، وقد قضوا الليلة السابقة في التسابيح والصلوات إستعداداً لصلاة قداس عيد الميلاد، والذي كان يبدأ في الهزيع الثالث من الليل . وحدث أن راعيهم المحبوب أسقف أخميم الأنبا أوضاجيوس لم يكن معهم في ذلك العيد ؛ لأنه كان قد تنيَّح منذ فترة قريبة. وكان معهم الأنبا أباديون أسقف أنصنا
ووصلت الأنباء عن وصول الوالي الشَّرِس "إريانوس" والي أنصنا مع جنوده إلى مدينتهم.. فذهب إليهم الأنبا أباديون (سِرَّاً لأنه كان قد قُبِضَ عليه) ليصلي معهم.
وبعد إنتهاء الصلاة في فجر ذلك اليوم ، ذهب الوالي إلى معبد الأصنام ، وإمتلأ حقداً على المسيحيين بسبب كهنة الأصنام فقد ترك الأقباط أصنامه ومعبده فارغاً .. فقام مع جنوده وذهبوا إلى الكنيسة ورأوا ألوف المسيحيين مجتمعين للصلاة .. فخرج إليه الأنبا أجفا والأنبا وانين وتحدَّثا معه وسألهُما عن سبب إجتماع كل هؤلاء .. فأخبروه بأن اليوم هو عيد ميلاد السيد المسيح .. فإزداد غيظاً وحنقاً ، وقتلهُما على الفور ، وكانا باكورة شهداء أخميم.
ثم دعا الوالي وجنده المسيحيين آباؤكم يا أقباط مصر أن يُسْرِعوا بالسجود للأصنام .. وفي مواجهة وتحدِّ شُجاع وقف الشعب يعترفون بإيمانهم بالسيد المسيح ، وأنهم مستعدون أن يموتوا من أجله .. ولما رأى الوالي ثباتهم فى غيمانهم ، أمر بأن يُقْتَل الكهنة.. ( ومنهم الكاهن الحكيم أسكوندا، الذي جذب إلى الإيمان 70 من كهنة الأصنام وعمَّدهم ). فإستشهد الكهنة ، وهؤلاء الكهنة التائبين، ثم تلاهم الشمامسة.. وكثير من الشعب.. وكانوا عدة ألوف ...!
ولما رأى الوالي ثباتهم وتسارعهم لنوال إكليل الشهادة .. نصب آلات التعذيب .. وقام ومعه عدد كبير من الجند وظلّوا يقتلون المسيحيين داخل الكنيسة حتى جرى الدم من الكنيسة إلى أزقة المدينة. وما أن سمع الناس في القرى والبلدان المجاورة بخبر هذه المذبحة حتى سارعوا بالحضور إلى أخميم معلنين إيمانهم، وازدحموا حول إريانوس. وكان الآباء والأمهات يتسابقون فرحين قائلين: "نحن ماضون إلى ملكوت السماوات"، وكانوا يقدمون أولادهم للسيف ويشجعونهم بقولهم: "لا تخافوا فما هي إلا برهة وتمضون إلى العريس السماوي". وقد استمرت تلك المذبحة ثلاثة أيام متوالية، هذا وقد بلغ عدد الذين استشهدوا في أخميم ثمانية آلاف ومائة وأربعين شهيدًا، ودُفِنت أجسادهم في دير الشهداء بأخميم. وتحتفل الكنيسة بتذكار استشهادهم أيام 29 و 30 كيهك والأول من طوبة. الاستشهاد في المسيحية، صفحة 190. فائق إدوارد رياض، دير الشهداء بأخميم
وعلى مدى ثلاثة أيام مُتَّصِلة.. دار التعذيب والإستشهاد في أخميم .. وبلغ عدد الشهداء في هذه الفترة 8140 شهيداً!! في الفترة من 29 كيهك، وحتى 1 طوبة..
بركة صلواتهم تكون مع جميعنا، ولربنا المجد الدائم إلى الأبد، آمين.
للمزيد من المعلومات راجع موقع كنيسة الشهيد تكلا بالأسكندرية
وقد أكتشفت أجساد الشهداء بدير الشهداء ببرية أخميم محافظة سوهاج وتوجد كنيسة بالدير تسمى كنيسة الشهداء وقد ردد كثير من المؤرخين أنه تم بناء هذه الكنيسة لذكرى 8140 شهيد استشهدوا فى مذبحة شهيرة فى عصر دقلديانوس وكان يوم إستشهادهم هو مناسبة عيد الميلاد 28 و29 و30 كيهك فى بداية القرن الرابع ومن أشهر شهداء هذه الكنيسة الشهيدان ديسقورس واسقلابيوس .
الشهيد الشاب أندراوس
ومن العجيب أن تظهر أجساد شهدا كثيرين فى عصرنا ففى أثناء عمليات الترميم والتجديد بالدير عثر على كثير من هذه الأجساد وقد قام قداسة البابا شنوده الثالث بتطييب أحد هذه الرؤوس لأحد الشهداء الذى وجد فى عينيه خابور خشب ومازال إلى الان واضح لكل زائر وتوجد صورة لهذا الشهيد قد رأيتها بنفسى منيرة وقال أحد طالبى الرهبنة أنهم صلوا حتى يستطيعون تصويرها والحقيقة لقد أستهنت بالأمر وقلت فى نفسى كل واحد وله إعتقاده .
وكان معى كاميرا وكانت هذه الرأس موضوعة فى صندوق زجاجى وكان هناك قطعة من قماش قطيفه حمراء من التى تستعمل كستائر فى الكنائس عادة فغطيت رأسى حتى أستطيع تصور رأس الشهيد بعيداً عن أنعكاس الضوء على الزجاج - وعندما طبعت الصور وجدت أن هناك إشعاعات نورانية تخرج من عين هذا الشهيد التى بها الأسفين أو الخابور وقال لنا تلميذ الرهبنه أنهم عرفوا أسم الشهيد وهو أندراوس وأن سنه كان 18 سنة وأن أذنه مقطوعه أيضا وفقعوا عينيه بوضع خابور (قطعة من الخشب فى عينية إمعاناً فى تعذيبه ثم أخيراً قطعوا رأسه
وهى علامة من علامات الاستشهاد أخذت بعض المعلومات السابقة من مخطوط رقم 65 تاريخ المحتفظ بها فى دير القديس العظيم الأنبا انطونيوس بالبحر الأحمر وتعيد الكنيسة للشهداء فى اليوم الأول من شهر طوبه.
كان يوجد طفل قبطى إسمه زكريا ابن رجل يعمل صياداً شاهد ملائكة يضعون الأكاليل على رؤوس الشهداء ويأخذون أرواحهم فى الوقت الذى كان جنود الوالى يطرحون بعض الشهداء فى النار , فصرخ وقال : " أننى أرى ملائكة فى أيديهم أكاليل يضعونها على الرؤوس هؤلاء الناس " فما كان من الوالى أن اندفع وأمر جنوده بقطع لسان الطفل حتى لا يؤمن آخرين بالمسيحية فحمله أبوه على كتفه والدم يسيل من فمه , وفجأة شفى الملاك ميخائيل لسان الطفل وصار يتهلل ويسبح اسم الرب
فأمر الوالى بحرق الطفل وأبوه وبسبب ذلك آمن كثيرون واستشهدوا وكان عددهم 604 شهيد .
ومن أسماء الشهداء الذين استشهدوا فى هذه المذبحة الأنبا بسادة أسقف أبصاى ، والقديس مينا الراهب والشهيد إفرام ، أبسكنده كاهن الأوثان ، الشهبدان أخوريوس وفليمون ، والراهبة فبرونيا ، والشهبدان ديسقورس وسكلابيوس ، وأولوجيوس وأرسانيوس ، الصبى شورى ، أولاجيوس رئيس جند أريانوس استشهد هو وجنوده جميعا .
الشارع والبلدة الذى روى بدم شهداء أخميم
ما زالوا يسمعون أصوات السيوف وصراخ الشهداء من شدة التعذيب
وكانت المذبحة فى جبل أخميم بجوار دير الشهداء بأخميم حاليا وتسمى أخميم مدينة الشهداء فى العصر القبطى لأن دم الشهداء روى كل ذرة تراب بها ، وبوجد بها دير وكنيسة غنية برفات القديسين .
ويوجد فى أخميم شارع يسمى شارع "الزن" وهذا الشارع يقول الساكنين فيه أنهم ليلا يسمون أصوات السيوف وصراخ الشهداء وهذا الشارع الوحيد فى أخميم الذى لم يدخله الصرف الصحى ، وذلك لأنهم كلما حاولوا حفره يجدوا بحور دماء فلا يستطيعوا استكمال الحفر وذلك لأن هذا الشارع هو الذى ذبح فيه الشهداء . ويوجد فى دير الشهداء أجساد القديسين ديسقورس واسكلابيوس و8140 شهيد تظهر منهم معجزات لا حصر لها ، بركتهم وطهارتهم المقدسة تكون معنا ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين .
إخوتى الأحباء يا من قرأت قصة هؤلاء الشهداء إن أرض مصر روت بدماء أجدادك كما روت بماء النيل , أرويها أنت أيضا بالتبشير لأسم الرب
منقول